السعوديات يطالبن بدخولهن إلى مدرجات الملاعب ، ويطالبن بأندية خاصة
--------------------------------------------------------------------------------
ما زالت المطالبات مستمرة في السعودية لافتتاح أندية رياضية نسوية تتيح للفتيات ممارسة الألعاب الرياضية وإقامة منافسات رسمية تحت المظلة الحكومية, خصوصاً عقب توصية لجنة شؤون الشباب والأسرة في مجلس الشورى لإنشاء أندية رياضية نسائية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف المناطق وفقا للضوابط الشرعية، على خلفية مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية كافة الدول الأعضاء بتحقيق هذا المطلب في موعد أقصاه عام 2010 والتهديد بتجميد عضوية الدول التي لا تقيم أندية رياضية نسائية.
وتقدمت لجنة شؤون الشباب والأسرة في مجلس الشورى مؤخرا بتوصية تنص على إنشاء أندية رياضية نسائية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف مناطق المملكة وفقا للضوابط الشرعية, وحول هذه التوصية سجل مجلس الشورى تباينا واضحا من خلال آراء أعضاء المجلس بين مؤيد ومعارض.
وتطالب النسوة في السعودية بالحصول على فرصة لممارسة الرياضة في الأندية الرياضية – بحسب تقرير كتبته الصحافية وفاء باداؤود ونشرته صحيفة عكاظ السعودية اليوم 10-4-2007. وتقول المعلمة وداد عبد المحسن: "الرياضة مهمة للسيدات بقدر ما هي مهمة للرجال وصدق المثل القائل «العقل السليم في الجسم السليم» ولا أرى ما يمنع من إنشاء أندية رياضية خاصة بالسيدات خاصة إذا كانت منفصلة فالمرأة بحاجة ماسة إلى الرياضة فهي تتعرض لتغيرات في حياتها مثل الحمل والولادة ويمكن للرياضة أن تساعدها من الناحية الجسدية والنفسية على تجاوز تلك التغيرات – مؤكدة – ضرورة أن تولي الرئاسة العامة للرعاية والشباب أهمية كبيرة في تنفيذ هذه الخطوة على أرض الواقع" .
من جهة أخرى طالبت عدد من الطالبات الجامعيات في مدينة الرياض باسماح لهن بمؤازرة أنديتهم الرياضية التي يميلون إلى تشجيعها ويرغبون في حضورها من على مدرجات الملاعب السعودية .
وذكرت الطالبة سامية الحمادي أنها ترغب بمشاهدة المنتخب السعودي خلال في الملاعب السعودية التي تلغي وجود المرأة بحجج واهية ليس منها ما هو شرعي !، مذكرة بالتصفيات الأخيرة التي لعبها المنتخب في مملكة البحرين والتي تمكنت من حضورها إبان إقامتها في المنطقة الشرقية في تلك الأيام هذه الرؤية التي أيدتها عدد من صديقاتها الحاضرات في أحد مقاهي العاصمة السعودية .
وحسب دراسة جديدة لوزارة الصحة السعودية فمعدل البدانة لدى المرأة السعودية هو الأعلى على مستوى العالم وحسب الدراسة 68% من السعوديات يعانين من البدانة ونسبة البدانة لدى النساء بالمقارنة للرجال هي الأعلى على مستوى العالم، وأيضا تبلغ نسبة البدانة لدى المراهقين من الجنسين 19% ، و16% من الأطفال قبل سن الدخول إلى المدرسة، وبالطبع مسالة البدانة ليست مسألة مظهر، إنما ثبت علميا ارتباط البدانة بجميع أنواع الأمراض المزمنة والمستعصية مثل الأمراض التنفسية وأمراض القلب والشرايين والضغط والسكر وأمراض المفاصل والسرطان خاصة سرطان الثدي الذي أيضا ارتفعت معدلات الإصابة به بشكل مقلق في المجتمع السعودي، وبالطبع هناك أسباب أخرى للبدانة غير ضعف النشاط الرياضي وهي تتعلق بطبيعة الحال بالنظام الغذائي، لكن بالنسبة لوضع المرأة السعودية فهذه حلقة مغلقة، لأنه حسب أفضل الإحصائيات فقط 5% من النساء السعوديات لديهن وظيفة خارج المنزل، والمرأة السعودية لا تقوم تقريبا بأي نشاط اجتماعي عام كالنشاطات التطوعية وما شابه، وحتى قضاء حاجيات المنزل تقع على عاتق الرجل، وفي داخل المنزل ومهما كانت سلبية هذا الواقع فالمرأة تعتمد في الأعمال التي تتطلب مجهودا بدنيا كالتنظيف وما شابه وحتى في رعاية الأطفال على الخادمة، كما أن الأطفال يقضون الآن أغلب وقتهم في المدرسة ومن ثم على التلفاز وأجهزة الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر، فالأطفال بحد ذاتهم لم يعد لهم نشاط بدني يذكر يتطلب من الأم مجاراتهم فيه، ولذلك فكم النشاط البدني الذي تقوم به المرأة في المجتمع السعودي هو في الحدود الدنيا التي تضع صحتها في خطر.
هذه المطالبات التي ياقبلها جموع الإسلامويين بالقمع والشجب والتنديد مشيرين إلى أن ممارسة المرأة للرياضة تنافي تعاليم الشريعة الإسلامية التي يعني خروجها من المنزل وإهمالها لأطفالها وزوجها ، وسبباً لتصدع المجتمع حسب فتوى من موقع نور الإسلام على الانترنت الذي وصف افتتاح هذه النوادي ليس عملاً صالحاً , بل هو حرام لما يفضي إليه من المفاسد المحققة , فالمرأة في كل زمان و لاسيما هذا الزمان أحوج ماتكون إلى القرار الذي أمر الله به نساء نبيه صلى الله عليه وسلم ; في قوله تعالى (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )) ، ومخالفاً لأحكام لزوم المرأة المسلمة و إلزامها بالآداب الشرعية سلامة المجتمع من شر فتنة النساء و طهارته من شيوع الفاحشة و أسبابها , قال تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) [ النور: 19] , و لا ريب أن الذين يطالبون بفتح هذه الأندية النسائية لهم نصيب من هذا الذم والوعيد , فإن فتح هذه الأندية من أعظم الأسباب و أوسع الأبواب لإشاعة الفاحشة . و لهذا نحذر عموم المسلمين من الانخداع بالدعايات المضللة لهذه الأندية , و نحذر أولئك المطالبين من سخط الله و عقابه لما يتسببون فيه من شر على هذه الأمة و ما يجنونه على المرأة و المجتمع من مفاسد هذه الأندية عاجلة و أجلة .