لا تنتظر شكراً من أحد
من يفعل الخير لا ينتظر الرد والثواب من الناس , فهو يعمل لوجه الخالق
لأن الناس ربما تنسى ما فعلته أو تتناساه لكن الخالق لا ينساه لأنه مكتوب في لوح محفوظ لا يمسّه أحد ولا يحرّف وستجده يوم تمسك صحيفتك (بيمينك بإذن الله) وترى كل ما قدّمت من صغير وكبير وتافه وقيم مكتوب بدون نسيان , أو تحريف , أو زيادة , أو نقصان , لأن طبيعه الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة علي النفوس في بني البشر فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك وأحرقوا إحسانك ونسوا معروفك بل ربما ناصبوك العداء ورموك بأسهم الحقد الدفين لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم.
وكما يوجد في كتاب عالمنا فصول تروي قصة أب ربّى إبنه وغذّاه وكساه وأطعمه وسقاه وأدبه وعلّمه وسهر لينام وجاع ليشبع وتعب ليرتاح فلما طر شاربه وقوي ساعده أصبح لوالده كالكلب العقور , إستخفافاً , إزدراء ومقتا , وعقوقاً صارخاً عذاباً وبيلا ..
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل , وعدم الإحسان للغير ، إنّما يوطنك علي إنتظار الجحود والتنكّر للجميل والإحسان , فلا تبتئس بما كانوا يصنعون .
إعمل الخير لوجه الله لأنك الفايز علي كل حال واحمد الله لأنك المحسن وهو المسيء واليد العليا خير من اليد السفلى