[ بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء المنتدى
السلام عليكم ورحمة اللهأخي العزيز
أمد يدي إليك لترافقني في هذه الرحلة , ونكون رفقاء فيها , ارحل معي ولتندم والله , وإن لم تفعل فاعلم بأنك سترحل بعد أن ترحل .
هذي رحلتنا جميعاً , الذين سبقونا رحلوا هكذا , ونحن سنرحل مثلهم , ولكن هل سيبقى ذكرنا كما بيقي ذكرهم !!
أخي العزيز
يجب أن نكون كما قال الحبيب محمد بن عبدالله عليه وآله أفضل الصلوات , وأتم التسليم
" كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل , وعد نفسك من أهل القبور "
نعم يا مسلم
انت لست مخلد في هذه الدنيا , وليست هذه الدنيا بدار قرار
فصديق الذي مات في حادث سيارة , وقريبك الذي لم يمهله الموت ليتمتع بشبابه , كلهم ذهبوا لمكان أنت سوف تسير إليه ,
نعم سوف تذهب إلى ذاك المكان الذي أنت منه تهربٌ
ياليت شعري كيف أنت إذا **** غُسلت بالكافور والسدر
أوليت شعري كيف أنت علي **** نبش الضريح وظُلمة القبر
نعم والله
تلك الليلة التي توضع فيها القبر , وتوسد فيها من التراب
فارقتُ موضعَ مرقدي
يوماً ففارقني السكون
القبرُ أولُ ليلةٍ
بالله قلي ما يكون
يالله ما أعظم هذه الليلة
تلك التي تغادر فيها أحبتك , وأهلك , وزوجك , وأبنائك
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } (185) سورة آل عمران
بالله كيف بك إذا جاءتك سكرات الموت ؟؟؟
{ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } (19) سورة ق
إن للموت سكرة فارتقبها **** لا يداويك إذا أتتك طبيب
كيف حالك لحظتها
أترى ملائكة العذاب حينها وتتمنى العودة للدنيا لتعمل صالحاً , وتقول
" يا ويلها أين تذهبون بها ؟ "
{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ } { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (99) (100) سورة المؤمنون
أم أنك ترى ملائكة الرحمن , وتقول " قدموني " ولا يقول هذا إلا العبد المؤمن الذي يشتاق لرؤية ربه .
في تلك اللحظات لا ينفعك أحد , فأهلك حولك , والطبيب يعالج , والموت لا يعرفك ولا يعرف أهلك ولا يعرف الطبيب .
ذهب المُداوي والمَداوى والذي **** جلب الدواء وباعه ومن اشترى
في تلك اللحظات كأني بأهلك يبكون , ولا يصدقون , كأني بهم يقولون ياليته كان من المصلين , وياليته كان مع الصالحين المصلحين ,
كأن أهلك قد دعوك فلم **** تسمع وأنت مُحشرجُ الصدر
وكأنهم قد قلّبوك على **** ظهر السرير وأنت لا تدري
وكأنهم قد زودك بما **** يتزود الهلكى من العِطر
حينها يذهب بك أحب الناس إليك , نعم والله إنهم أحب الناس إليك يذهبون بك إلى المغسلة , كي تغسل بالكافور والسدر ,
فيا لله ما أعظم هذه اللحظات , الناس يبكون وأنت لا تدري كيف حالك ولا إلى أين مصيرك أإلى الجنة أم إلى النار !!!
وكأني بلسان الحال يقول
{ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ } (56) سورة الزمر
حينها يذهب بك كي يُصلى عليك , أربع تكبيرات وتسليمه , ومن بعدها يأخذك أهلك إلى المقبرة , ذاك المكان الذي ينتظر منذ ولادتك , ذاك المكان الذي دُفن فيه الأنبياء والرسل , دُفن فيه الملوك والعبيد , ذاك المكان الذي لا ترف فيه , ذاك المكان المظلم الموحش , ذاك المكان الذي تخشاه وأنت حي .
أتيت القبور فناديتها
أين المُعظم والمحتقر
وأين المُذل بسلطانه
وأين القوي إذا ما قدر
تفانوا جميعاً فما مخبر
وماتوا جميعاً ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا
أمالك في الموت معتبر ؟
تروح وتغدو وقد أبلاك الثرى
فتمحو محاسن تلك الصور حينها يأتي محبوك ليأخذوا أجرهم منك , فيدخلوك في تلك الحفرة الموحشة المظلمة ,
وأنت في ظلمة الكفن إلى ظلمة القبر
, بعدها يأتون باللبن ليضعوه عليك كي لا ترى النور ,
إن من يفعل ذلك هم أحبتك في الدنيا , ومن ثم يضعون الطين ليغطوا كل فتحة يصل إليها النور إليك , ومن ثم يحثون التراب ابتغاء الأجر من الله
, أنهم يحثون التراب عليك , وينصرفون , وتبقى أنت حينها على موعدٍ مع منكر ونكير , وتبقى على موعد مع ضمة القبر التي لو نجا منها أحدٌ لنجا منها سعد بن معاذ , كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ,
وهناك في القبر
يأتي إليك ملكان يسألانك ثلاثة أسئلة أنت تعرف إجابتها في الدنيا
ولكن في القبر لا يعرف إجابتها إلا من ثبته الله
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم
الأسئلة هي
من ربك ؟
ما دينك ؟
من نبيك ؟
هذه الأسئلة أنت تعرف إجابتها في الدنيا ولكن في القبر هل ستعرف إجابتها ؟؟؟
أما المؤمن فيعرف الإجابة
وأما سواه فيقول
هاه هاه لا أدري
ثم يضرب بمرزبة يسمع صرخته كل من في الأرض إلا الانس والجن .
___
والقبر يكون لصاحبه إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ,
وأما من قبره روضة فيقول ربي أقم الساعة
وأما من قبره حفرة من حفر النار
فبالرغم من عذابه في القبر إلا أنه يقول ربي لا تقم الساعة , لأنه يعلم أن ما ينتظره بعد البعث أشد مما هو فيه ساعتها .
___
وأنت يامن أمهلك الله لتقرأ هذه الموعظة ,
أمان لك أن تتوب , وتطلق المعاصي وتهجرها
أما تخشى أن يأتيك الموت وأنت عاصي لربك
أما تخشى
أن يفرح الناس بموتك ويقولون الحمد لله الذي أراحنا منه
ويحك
يا عبدالله
أتعلم بأن الله يغفر ذنوبك وعيوبك كلها , بل ويبدلها حسنات
ثم تتوانى في التوبة , أو تفكر في أمرها
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا } { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا }
{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً ا } (68) (69) (70) سورة الفرقان
لا تفكر
اعزم وتوكل
وقل اللهم إني تبت
اللهم اغفر ذنوبي , واستر عيوبي
وثبتني على الحق حتى ألقاك
وأعد للموت عدته
أخي
والله أني خائف أنت ترحل من الدنيا بلا زاد , أخشى أن ترحل عن هذا الموضوع وأنت لم تتوب إلى الله وترجع إليه , أخشى أنت ترحل عن الدنيا بعد أن ترحل عن الموضوع وأنت لم تتوب , الموت قد يكون ببابك الآن , أرجوك لله تب أرجوك . اسأل المولى أن يهديك , ويثبتك على الحق حتى تلقاه .لـيـس الـغريبُ غريبَ الشـام واليمن
إن الـغـريبَ غـريبُ الـلحـد والكفـن
ِ
إن الـغــــريـبَ لـه حــق لـغــربـتــه
علي المـقيميـن في الأوطان والسكن ِ
لا تــنـهرن غــريـبــا ًحال غـُربتـــه
الـدهــرُ يـنهــرُه بـالــذل والـمـحـــن ِ
سفـري بـعـيـد وزادي لـن يــُبـلغـني
وقـوتي ضعـفـت ْ والـمـوتُ يطلبني
ولـي بـقــايا ذنـوب لـسـتُ أعـلـمُـها
اللهُ يـعــلمـُهـا فـي الـســـر والـعـلـن ِ
ما احـلــم الله عـنـي حــيث أمهـلـني
وقد تماديتُ في ذنـبـي ويـسـتـرنــي
تــمــر سـاعـتُ أيــامــي بــلا نـــدم
ولا بـــكـاء ولا خــوف ولا حــزن ِ
أنـا الـذي أغــلـق الابـواب مجـتهـدا ً
علي المعـاصي وعيـن الله تـنظرني
يا زلــة كـتـبـت في غــفـلـةٍ ذهـبـت
يا حسـرة بقيت في القـلب تـُحرقـني
دعـنـي أنـوحُ علي نفـسي وأندُبـُـهـا
وأقـطع الدهـر بالـتـذكـيـر والحـزن ِ
دع عنـك عـذلي يا من كان يعـذلني
لو كـنـت تعـلم ما بي كنت تعذرنـي
دعـني أسـحُ دموعا لا انـقـطاع لـها
فـهـل عسى عبـرة منهـا تـخـلـصني
كـأنـني بين تـلك الأهـل منـطـــرحا ً
عـلـي الـفـراش وايــديـهـم تـقـلـبـني
كـأنـني وحــولــي من يـنـوح ومــن
يبكــي علي ويـنعـانــي ويندبـنــــي
وقـد أتــوا بطـبـيـب كي يعـالجنـــي
ولــم أر الـطـبـيـب اليـوم يـنـفـعـني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبُها
من كـل عـرق بـلا رفـق ولا هـون ِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها
وصار ريقي مريرا ً حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا
بعد الإياس وجدوا في شرا الكفني
وقام من كان أحب الناس في عجل
نحــو المـغـسـل يأتــني يُـغـسلنـي
وقال يا قــومُ نبغـي غاسـلا ًحــذقـا ً
حـرا ًأديــبا ًأريـبـا ًعارفـا ً فطنـــي
فجــاءنـــي رجــل منهم فجـردني
من الـثـياب واعـرانـي وافردنـــي
وأودعوني على الألواح منطرحا ً
وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسلنـي
غـُسلا ثلاثـا ًونادى القوم بالكفني
وألـبسـوني ثــيـابــا ًلا كمام لهــا
وصار زادي حنوطي حين حنطني
واخرجـوني من الدنيا فـــوا أسفـا
علـــي رحـيـل بــلا زاد يـبـلغـني
وحملونــي علـي الاكـتـاف أربعة
من الرجـال وخـلفي من يشيـعني
وقدموني إلي المحراب وانصرفوا
خلـف الإمــام فصلـي ثـم ودعني
صـلوا عليّ صـلاة لا ركـوع لهـا
ولا سـجــود لـعـل الله يــرحمنــي
وانزلونــي إلـي قـبري علي مهـل
وقـدمــوا واحدا ًمنهـــم يلــحدنــي
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني
وأسبل الدمع من عيـنـيه اغرقـنــي
فـقــام مـحـتـرما ًبِالـعـزم مشتـملا ً
وصصف اللبن من فوقي وفارقني
وقال هـلوا عليه التراب واغتـنموا
حُسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظـلـمة الـقـبـر لا أم هنــاك ولا
أب شــفـيـــق ولا أخ يــؤنـسـنـــي
وهالني صورة في العين إذ نظرت
من هولي مطلع ما قد كان أدهشني
من منـكـر ونـكيـر ما أقــول لـهــم
قد هــالني أمرهم جـدا ًفافــزعنــي
وأقـعـدونـي وجــدوا فـي ســـؤالهـم
مالي سواك إلــهـي من يـخــلصنـي
فامـنـن علــيّ بعـفــو ٍمنك يا أمـلــي
فانـنـي مـــوثـق بالـذنـب مـرتـهــن ِ
تـقاسـم الاهل مالي بعدما انـصـرفوا
وصار وزرى علي ظهري فاثـقلني
واستـبدلـت زوجي بعلا ً لها بدلـــي
وحـكمتـه فـي الأمـــوال والـسـكــن
وصيـرت إبـنـي عـبـدا ً ليخــدمـــهُ
وصار مالي حـــلا ً لـهـم بلا ثـــمن
فلا تـغـــرنــك الدنـيـا وزيـنـتـُــهــا
وانظر إلي فعلها في الاهل والوطن ِ
وانظر إلي من حوى الدنيا باجمعها
هل راح مـنـها بغيـر الحنط والكـفـن ِ
خـذ الـقـناعة من دُنياك وارض بـهـا
لو لم يكـن لك فـيـها, إلا راحة البدن ِ
يا زارع الـخـيـر تـحصـد بعده ثمرا ً
يا زارع الـشر موقوف علي الوهن ِ
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي
فـعـلا ًجـمـيـلا ً لعـل الله يرحـمـنـي
يا نفس ويـحك توبي واعملي حسنا ً
عسي تجزين بـعـد الموت بالحسن ِ
ثم الصــلاة عـلي المـخـتـار سيدنـا
ما وضا البـرق في شام وفي يـمن ِ
والـحـمـد لله مـمـسـينا ومـصـبحنـا
بالخير والـعـفـو والإحسان والمنن ]
م ن ق وووو ل
الإثنين يوليو 09, 2007 12:49 am
